النقاء اللغوي
منح «جائزة وزير الداخلية للتميز»
لقد كشفَ العملُ الميداني حاجتنا إلى لغةٍ سهلة في الاتصال والتواصل، لغة لا تحتاج إلى طبقة رجال اللغة ليحتكروا فكرة أن يراجعوا للناس لغتهم، بل تحتاج إلى أهل اللغة الذين يلمون بها وبقواعدها الأساسية دون الحاجة إلى وسيط.
اللغة البسيطة مفهوم وقفت عليه في كتب التراث العربي من خلال مقاربة الدرس النحوي بالتيسير والتبسيط، وفي كتابات المعاصرين من علماء العربية الذين حذوا حذو القدماء دون أن تتسع خطاها إلى حقول معرفية أخرى.
وهو مفهوم تم تداوله كثيرًا حين وقّع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على قانون الكتابة البسيطة لعام 2010م.
مقاومة البساطة
لعل من أكثر الأمور التي تساعد في ابتعاد اللغة العربية عن صفة البساطة، واقترابها من صفة التعقيد هو علم النحو. ولعل أكثر العوامل التي رسّخت لهذه الصفة وأصلتها هم علماء النحو أنفسهم. وفي ذلك تروى قصص قد تصدق، وأغلب الظن أنها لا تخلو من مبالغة بقصد التندر. فقد روى الجاحظ في كتاب الحيوان: أنه قال للأخفش: “مالك تكتب الكتاب فتبدأه عذبًا سائغًا، ثم تجعله صعبًا غامضًا، ثم تعود كما بدأت”، قال: “ذلك لأنّ الناس إذا فهموا الواضح سرهم، وأتوني ففسرت لهم الغامض، فأخذت منهم”. ويؤثر عن ثعلب، أنَّه قيل له: لماذا تصعّب هذا العلم؟ فقال: “نحن قوم لا نريد بعلمنا وجه الله، إنما نريد أن نصعّب العلم ليقصدنا الطلاب”.
ويروى في السياق نفسه أن عضد الدولة البويهي سأل أبا علي الفارسي، أن يصنِّف له كتابًا في النحو، فصنَّف الإيضاح وقرب فيه النحو، حتى قرأه عضد الدولة في ليلة، فاستقصره، وقال له: “ما زدت يا أبا علي على ما أعرف شيئًا”، فأحس أبو علي بخطر التسهيل، وانحرافه عن نهج النحاة المعقد، فعمد إلى تدارك الخطأ، فمضى فصنف التكملة وحملها إليه، فلما وقف عليها عضد الدولة فقال: “غضب الشيخ فجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو”، ويبدو أن الميل إلى التعقيد نوع من المهارة التي يتبارى فيها النحاة، ولما ألف السيرافي كتابًا سهلاً سماه الإقناع، صار النحو لا يحتاج إلى تفسير” ضجوا فقالوا: “وضع أبو سعيد النحو على المزابل”.
هذه القصص ومثيلتها جعلت الشيخ علي الطنطاوي في كتابه “فكر ومباحث” يرى أن النحاة قد تآمروا على النحو حين عقدوه.
في اجتماع إداري في العمل، عرضت على زميلة دعوة مقترحة للاجتماع المزمع عقده، فطلبت منها حذف كلمة المزمع، فتساءلت إن كانت الكلمة خطأ. فقلت لها: لا، ولكن البساطة جميلة.
أظنها فكرت أن الكتابة البسيطة تأتي في درجة أقل من الكتابة المليئة بالكلمات الجزلة الفخمة وغير المألوفة.
وأظن غيرها يظن أن الكتابة البسيطة تحمل نظرة دونية للناس و تقلل من القدرة اللغوية للقارئ، والحقيقة أنها تعبير عن احترام القارئ لأنه يجب أن يفهم ما يقرأ ويحصل على المعلومات التي يحتاجها وفق الهدف الذي كانت من أجله الكتابة.
الكتابة البسيطة مطلب حتى للقرّاء المثقفين أو البارعين بالقراءة، لأن القرّاء ذوي المهارة الجيدة يتجاهلون المعلومات الزائدة غير المهمة وربما لا يفهمون كل النص أو حتى لا يفضلون قراءة نص معقد جدا بعبارات اصطلاحية و تقنية.
النفور من التعقيد
لم يكن البعدُ عن اللغة البسيطة في النحو فحسب، بل تعداه إلى شؤون الحياة العامة، عبر التكلف والاصطناع والتقعر في اللغة، وإذا تتبعنا تاريخ تلك الإشكالية، سنلاحظ أن الكثير من العامة العرب البسطاء قد تفطنوا لتلك الحالة قديمًا، وكانوا على مر العصور في صراع مع المتقعرين في اللغة، بل والسخرية منهم، وتحفل كتب النوادر والفكاهة العربية بالنكت اللطيفة والحكايات الطريفة عن هؤلاء وأولئك، ومن تلك النوادر، أن رجلاً يسمى أبا علقمة النحوي، أراد أن يستفيق مبكرًا فسأل خادمه: “أصقعت العتاريف؟” فأجابه الغلام قائلاً: “زقفيكم”، فسأله: “وما زقفيكم؟”، فرد عليه الغلام: وما العتاريف؟ قال: الديوك!
وروي عنه أيضًا أنه ذهب ليستشير طبيبَ العيون في علة شعر بها، فقال للطبيب: «إني أكلت من لحوم هذه الجوازل، فطسأت طسأة فأصابني وجع بين الوابلة إلى داية العنق، فلم يزل ينمو حتى خالط الخلب، وألمت له الشراسيف، فهل عندك دواء لذلك؟»، فأجابه الطبيب: «خذ حرقفًا وسلقفًا وشرقفًا ثم أهرقه ورقرقه واغسله بماء مروّث واشربه بماء الماء!».
فقال أبو علقمة: «ويحك! أعد عليَّ فإني لم أفهم».
قال الطبيب له: «لعن الله أقلنا إفهامًا لصاحبه، فهل فهمت شيئًا من كلامك؟».
تأتي هذه النصوص على سبيل الدعابة والفكاهة، لكنها بكل تأكيد تبين نفورَ العامة من التقعر والتعقيد اللغوي من أصحاب اللغة أنفسهم الذين كانوا يتحدثون بنفس اللغة لكن بطريقة سهلة وبسيطة، فكيف بالعصر الحالي الذي نحن بحاجة أكثر فيه إلى التسهيل والتبسيط في القواعد، خاصة مع ابتعاد أغلب الناس عن الفصحى بشكل كبير.
التغيير
من الأندلس كتب ابن مضاء الأندلسي كتابه الرد على النحاة، وفيه دعوة رزينة للتسهيل والتيسير، وتبعه في العصر الحديث عباس حسن وإبراهيم مصطفى، وغيرهما.
وهذا يؤكد أن التغيير فطرة، والنفور من التعقيد اللغوي من خصال الفطرة الحميدة، ولا نجده فقط عند هؤلاء العرب القدامى أو المحدثين، بل إنها صارت مشكلة عالمية ومطالبة دولية في سائر أقطار الأرض، فانظر مثلاً إلى القوانين التي تفرضها العديد من البلدان على الهيئات العامة.
قانون الكتابة السهلة
الكتابة السهلة هي الكتابة المصممة لضمان فهم القارئ بسرعة وسهولة وبشكل كامل قدر الإمكان، تسعى اللغة البسيطة إلى أن تكون سهلة القراءة والفهم والاستخدام، وفيها تُتجنب اللغة المطولة والمعقدة والمصطلحات، اشتهرت عام 2010 حين وقع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قانونها الذي عرف باسم plain language؛ ولذلك ينسب الفضل إلى أوباما، لكن الفكرة أقدم منه بسنوات، ففكرة تبسيط الوثائق الحكومية المعقدة تعود إلى منتصف القرن الماضي، عندما كتب جون أوهاير وهو موظف في مكتب إدارة الاراضي كتابًا بعنوان Gobbledygook Has Gotta Go، يتحدث فيه عن الكتابة الحكومية المليئة بالمصطلحات المعقدة غير المفهومة government Gobbledygook.
في الكتاب يرى المؤلف أن “كتّاب الحكومة مستمرون بمواصلة أصعب وأعقد الأعمال باتباعهم فلسفة التواصل القديمة التي كانت تستخدم حين لم يكن الناس بحاجة إلى الكتابة والقراءة لإنجاز أعمالهم، وهذه عبارة أراها تصدق على نحاتنا القدماء، بل ولغويينا المعاصرين.
بعد ذلك بعقود، وفي فترة السبعينيات أمر الرئيس ريتشارد نيكسون بكتابة السجل الفيدرالي بعبارات الشخص العادي، بل ورصدت إدارة كلينتون جوائز شهرية No Gobbledygook للمكاتب التي تترك البيروقراطية، نائب الرئيس الغور الذي أشرف على تلك الجهود، اعتبر اللغة البسيطة على أنها حق مدني مما أدى إلى إنشاء موقع الويب الحكومي www.plainlanguage.gov.
نجح هذا القانون في تعزيز عالمية اللغة الإنجليزية والترويج لها كلغة أعمال وإدارة وقانون وتواصل، ومن الدراسات الحديثة في هذا السياق أن استخدمت إدارة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت لغة واضحة وبسيطة في صياغة رسالة تطلب من المستفيدين تحديثَ معلوماتِ الاتصال، وكانت النتيجة أن هذا الجهدَ وفر ثمانية ملايين دولار في تكاليف المتابعة.
لكن خصوم التغيير كثر، وهم موجودون في كل البيئات ويتحدثون بجميع اللغات، إلا اللغة البسيطة، فما زالت العديد من المكاتب والمؤسسات والأفراد ضد التغيير، أو تعارضه بصمت ولا تطبقه، فليس هناك ما يضمن أن يفي القانون بالغرض.
وبالحديث عن القوانين التي تؤكد على بساطة اللغة، فهناك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تؤكد على استخدام لغة واضحة، كما أن مراجعة وافية للموضوع، فرضت على الهيئات العامة استخدام لغة واضحة لزيادة الوصول إلى البرامج والخدمات.
وفي الإمارات تجربة ريادية على مستوى الوطن العربي، إذ أصدرت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية سنة 2022 دليل الكتابة باللغة العربية، وقد عرف الدليـل بأنه عبـارة عـن وثيقـة تـم تطويرهـا، بهـدف توحيـد أسـلوب عـرض المحتـوى علـى الموقـع الرسـمي للهيئة والمواقع الرسمية والمنشورات الحكومية، وذكر أن أهم مرجعياته هو معايير سلامة اللغة العربية.
لماذا يحب الناس التعقيد؟
لسنوات طويلة، ولمرات عديدة، وعلى مدى أجيال متعاقبة، في تجربة التدريس في مدارس التعليم العام، كنت أفاجأ بسؤال من طالب نبيه: هل تحفظ قصيدة الأصمعي “صوت صفير البلبل”؟ وحين أجيبه مبتسمًا، يرد عليّ ملحًّا: أرجوك أسمعنا إياها!! أتساءل اليوم وأنا أكتب في البساطة اللغوية عن العلاقة بين هذه القصيدة والتعقيد، وأجد جوابًا لذلك في تأمل حال المثقفين واختياراتهم اللغوية، بل وطرائفهم، فالنكتة تحمل فكر المجتمع وهمه.
إخواننا أهل السودان يجلّون ويوقرون أستاذ اللغة العربية عبدالله الطيب، ولا ينادونه إلا بالبروفسور، بل وأسموا معهد اللغة العربية في السودان باسمه، والحقُّ أن الرجل علّامة ومستحق.
يتداول محبوه قصصًا كثيرة تروى عن فصاحته ونباهته، ومنها هذه القصة التي أنقلها كما سمعتها، كما نقلتها كتابات عبر الشابكة مع بعض التصرف في الأسلوب احترامًا للغة والقارئ، القصة كتبت تحت عنوان “البروفسير عبدالله الطيب يصيب مجمع اللغة العربية بالذهول” ونصها ما يلي:
كان الدكتور عبدالله الطّيّب على رأس وفد الأدباء السودانيين في حفل افتتاح مَجْمَع اللغة العربية في القاهرة عام 1957، وقد وجه الدكتور طه حسين الدعوات لكل الدول العربية للمشاركة بوفد في هذه المناسبة المهمة، فكان الدكتور عبدالله الطيب على رأس وفد الأدباء السودانيين. أتى مرتديًا ملابس شعبية غير رسمية، وفي الحفل قدم الدكتور طه حسين سبعة رؤساء وفود من بعض الدول العربية، وكان رئيس الوفد يأتي إلى المنصة ثم يخرج ورقة من جيبه ويقرأ منها كلمته، وكان البروف مستغربًا جدًّا من قراءة رئيس الوفد كلمته من الورقة وقال: تململت في مقعدي وتمنيت أن يأتي دوري في الحديث لكي أتحدث من رأسي أمام هذه الوفود التي ضاق بها المكان.
وعندما جاء دوره وخرج للمنصة، استخف به العرب للزي الذي يرتديه، حتى أنه لم يرد عليه السلام إلا طه حسين. فأسرها في نفسه ولم يبدها لهم، وقرر أن يخاطبهم بلغة تفوق مستواهم، فقال:
تفعقر نافوش الكرى بقراعم فقال نافوشهم شعثان ضبهم بدراهم
أيشكون سافور الجراري عندهم طوقان قلب الهاطل المتوهم
مبشور شاري لواكع شركم يقظان شاري الكمكمان السواهم
في الهراطل شاع سافورهم خيثم نمور نمار قاطم
فساد القاعة هرج، وتدخل طه حسين، وقال: يبدو أن صديقي د.عبدالله الطيب سيلقي كلمته بلغة عربية تركها العرب قبل تسعة قرون أرجو منه أن يتكرم مشكورًا ويخاطب الجمع الكريم بقدر عقولهم، عندها تحدث عبدالله الطيب بالعربية الفصحى مدة ساعتين وأربع عشرة دقيقة، وعندما انتهى وقف مَن كانوا يحتقرونه يصفقون له بحرارة مدة عشر دقائق كاملة، وبعدها نزل من المنصة وقال لهم د. طه نكتفي اليوم بحديث د. عبدالله الطيب ثم نعاود مساء غد، فما كان من العرب إلا أن يسلموا على البروف، وهم يذرفون الدمع حتى تبلل قميصه من كثرة الدموع. ومن يومها عرف العرب هذا الرجل المتفرد؛ لأن الحاضر أخبر الغائب بأن في السودان رجلاً اسمه عبدالله الطيب تحدث بلغة عربية لم نسمع بها من قبل.
لا أملك من الوقت ما يسعني في تتبع صحة الواقعة التاريخية، فليس هذا منهج بحثي، ولكني وجدت متسعًا ومتعة في متابعة ردود الفعل على هذا الحكاية التي يراد منها إظهار قوة اللغة بالتعقيد والصعوبة. ولم أفاجأ البتة بأن هناك من كتب. ما هذا؟ هل المفروض أن تعجب بالقصة. أنا سوداني جنوبي، وأقولها بفخر. أنا أفريقي ولست عربيًّا.
يغنينا عن تتبع بقية الردود قوة المنطق في القارئ المثقف والمتلقي الذكي الذي يجد أن جمالَ اللغة في بساطتها لا تعقيدها، وفي وضوحها لا غموضها، وفي انفتاح النص وتواصليته مع المتلقي لا في انغلاق النص على نفسه.
لماذا يخاف الناس من البساطة؟
هناك سبب حقيقي يدفع المجتمع إلى الخوف من اللغة البسيطة. تخوّف علماء اللغة أن تكون البساطة سبيلاً إلى تمييع اللغة وتهميشَ بلاغتها، والتعدي على قواعدها، وهو سبب وجيه، وتخوّف مشروع، ولا منظِّرا لغويًّا يستطيع أن يقدم ضمانًا على معالجة هذا الإشكال أو تفاديه. فالحل ليس بيد المنظرين، بل بيد لغوي قادر على بناء نموذج للغة البسيطة سهل في الإجراءات، واضح الخطوات، محدد المعالم، ملتزمًا بالضوابط.
لقد استغرقت اللغة الإنجليزية ما يقارب سبعين سنة للانتقال من فكرة في كتاب إلى قانون سيادي، إنه أمر تفنى فيه الأعمار، ولكنه يستحق. وهو – والمعذرة على هذا الرأي – أكثر استحقاقًا من جهد استقصاء مفردات اندثرت وتتبعها في المعاجم القديمة لصناعة معجم حديث بألفاظ قديمة.
وربما يأتي من يحلل الخطاب فيرى في اعتذاري السابق عن رأيي قبل أن أطرحه هو ترجمة حقيقية لهذا التخوف الذي يسيطر على الفكر التقليدي في العمل للغة العربية، وهذا أمر لا أجادل فيه.
هل اللغة العربية لغة معقدة؟
مقولة أن اللغة العربية لغة صعبة ومعقدة يمكن تصنيفها أنها زعم وادعاء، ولكن إن تركنا العاطفة جانبًا، ووضعنا أنفسنا موضعَ متعلم العربية من غير الناطقين بها ابتداء، فسوف نرى أن المسألة نسبية.
سألت روسية تتحدث اللغة العربية بطلاقة عن تصنيفها للغة العربية من حيث الصعوبة، فقالت إنها أصعب لغات العالم، ثم أردفت: لم أقل من أصعب، بل أصعب، أنا أتقن العربية جيدًا وأعرف معاني الكلمات!!
قد يبدو رأيًا انطباعيًّا لكنه مقدر، إحصائيًّا ليس هناك ما نستدل به، إلا أن اللغة الإنجليزية تحوي دراسات بحثية تُظهر أن المتحدث بالإنجليزية – كلغة أولى – حين يبدأ بتعلم لغاتٍ أجنبية عنه، فإنه يصنف اللغات إلى ثلاثة أقسام، سهلة ومتوسطة وصعبة، أما السهلة فهي اللغات المشابهة للإنجليزية والقريبة منها، مثل الإسبانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية والرومانية والهولندية ولغة جنوب إفريقيا واللغة النرويجية، وفي المرتبة الثانية تأتي اللغات المتوسطة ذات الفوارق الكبيرة عن الإنجليزية، مثل الهندية والروسية والتركية والتايلاندية وغيرهم، أما قائمة أصعب اللغات فتبدأ باللغة العربية ثم اليابانية والصينية والكورية.
ربما نحتاج إلى دراسات من هذا النوع، ولكن ما نحن أحوج إليه من الدراسات هو تبسيط اللغة أكثر وإن كنا نظنها بسيطة أصلاً، وتسهيلها وإن كنا نراها أسهل.
الانتشار والتلقي والتعلم
في خضم صراع الحضارات، وما يجره من صراع الثقافات واللغات، يكون البقاء للغة التي تنتشر بسهولة، ويتلقاها أبناؤها بسهولة، ويتعلمها غيرهم بسهولة؛ فالسهولة والبساطة هي كلمة السر ومفتاح التقدم، وحين نتحدث عن اللغة البسيطة، فإننا بحاجة إلى فكر لغوي منفتح على التجديد، وإلى إدارة لغوية علمية تضع بصمتها في رسم سياسة لغوية للبساطة اللغوية التي تخل بقواعد اللغة ولا تقلل من جزالتها وجمالياتها.